مازال اسم دولة الإمارات العربية المتحدة يتداول بكثرة بين المهتمين بتاريخ الشعوب وإنجازات الدول.ولايقتصر ذلك بسبب النهضة الكبيرة التي حققتها الإمارات فحسب، ولابكونها واحةً للازدهار الاقتصادي في منطقة مثقلةٍ بالتحديات أيضاً، بل إن الأمر يتعدى ذلك إلى امتلاك البلاد قيادةً حكيمة استمرت في عملها على نهج الآباء المؤسسين ولها رؤية عصرية تواكب العصر، لتحصد اليوم -نتيجة لذلك- واقعًا مشرقًا ومستقبلاً مستبشراً بكل خير.
إن استطلاعات الرأي التي جرت على شريحة واسعة من شباب البلاد العربية مؤخراً، أشارت إلى أن 70% من هؤلاء الشباب يختارون الإمارات كدولة مفضلة للعيش والعمل فيها، وهذا ما تؤكده لغة الأرقام التي لا تحتمل المجاملة، وهو ما أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس المجلس التنفيذي في كلمة سموه بمجلس أجيال المستقبل، أجيال الأمل. هذا المؤتمر الذي ضم فعاليات هامة وحضره عددٌ من كبار الشخصيات والمسؤولين في الدولة، حيث أرسل المؤتمر مجموعة رسائلمفادها أن التعليم يأتي أولًا في خطط الحكومة، وبأن رهان قيادتنا الرشيدة هو على شباب الإمارات،لأن الشباب هو الاستثمار الحقيقي، وهو وقود الأمموطريقهالتحقيق تنميتها المستدامة.
لقد تحدث صاحب السمو ولي عهد أبوظبي إلى شريحة كبيرة من الطلبة من مختلف المؤسسات والهيئات التعليمية بلغة الأب الناصح، حيث قدم سموه رؤية واضحة وخارطة طريق نموذجية للشباب تمكنهم من امتلاك المستقبل،وذلك من خلال التسلح بالعلم والمعرفة والتقنية، والتركيز على النوع وليس الكم لتبوأ المراكز الأولى ومنافسة الدول المتقدمة.
إن خطاب سموه عكس تناغم إيقاع العمل في المستويات الحكومية العليا من حيث الالتزام بالمنهج، وقد ظهر ذلك عندما غرد صاحب الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، على حسابه في تويتر مؤكداً على تبني الحكومة لما طرحه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، مع التأكيد على الالتزام بالنهج الذي أرساه -المغفور له بإذن الله- الشيخ زايد قبل 47 عامًا.
وبالعودة إلى خارطة الطريق التي رسمها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، وصف سموه شباب الإمارات شريكاً للحكومة وجيل المهمة القادمة، وطالبهم ببناء مستقبلهم بعيداً عن النفط، وقد استشهد سموه بتجارب عدة دول منها فنلندا ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية وسنغافورة واليابان. وأشار سموه إلى ضرورة المحافظة على الخصوصية الثقافية لأبناء الوطن وتعزيز منظومة القيم والمبادئ الأصيلة التي يتمتع بها مجتمع الإمارات، وهو ما دفع الحكومة لإدخال مادة التربية الأخلاقيةإلى المنهاج المدرسي قبل عام تقريبًا، وذلكبهدف المحافظة على شخصية الشباب الإماراتي وتعزيز قيمه النبيلة.
وأشار سموه في معرض حديثه أيضاً إلى ضرورة الانفتاح على تجارب الآخرين ومناقشة وجهات نظرهم بعيدًا عن التعصب أو ادعاء الصواب المطلق في الرأي. كما ركز سموه على التخصصات الهندسية أكثر من مرة، للتأكيد على أهميتها ودورها المحوري في تنفيذ أجندة الخطط الحكومية، مع الثناء على الشركات الوطنية العاملة في قطاع الهندسة البرمجية والتكنولوجيا.
إن دولة الامارات تمتلك اليوم عدداً من المشاريع الوطنية الرائدة التي ستضع بصمةً واضحةً على مسيرة الحضارة الإنسانية في القطاع التكنولوجي وعلوم الفضاء، وفي هذا الإطار، يقول المهندس عمران شرف مدير مشروع استكشاف المريخ -مسبار الأمل: "إن النماذج الهندسية الأولية للمسبار سيتم تصنيعها خلال هذا العام الحالي، وأن المخطط الزمني للرحلة يسير بصورة جيدة" حيث من المقرر أن يصل المسبار إلى الكوكب الأحمر بحلول عام 2021 وهو العام الذي يصادف الذكرى السنوية الخمسين لقيام الدولة، في أول رحلة عربية علمية للفضاء، واستكمالاً لذات النهج، تأتي رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد لأجيال المستقبل ليكونا من المحاور الرئيسية في البرنامج الحكومي الذي يهدف إلى ترسيخ مكانة الدولة ضمن مقدمة دول العالم، ولتكون التجربة الإماراتية نموذجاً فريداً من نوعه يستند على إرثٍ تاريخي راسخ، ورؤية حكومية رائدة تستشرف المستقبل بكافة تفاصيله.