جسدت القمة العالمية للحكومات 2018 في دورتها السادسة رؤية استشرافية لدولة الإمارات العربية المتحدة تجاه المستقبل بكل مايحمله من تقدم تقني وعلمي في جميع المجالات، وترجم هذا الحضور العالمي للقمة مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة وريادتها في العالم، حيث استقطبت القمة والتي عقدت في دبي بدولة الامارات العربية المتحدة في الفترة من 10 - 13 فبراير 2018 أكثر من 130 من صناع القرار والخبراء والمفكرين والقيادات من مختلف أنحاء العالم.

إن القمة العالمية للحكومات تمثل إضافةً بارزةً تعكس فلسفة دولة الإمارات العربية المتحدة وهويتها ورؤية قيادتها الرشيدة، متمثلة في صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وأخوانهم أصحاب السمو الشيوخ أعضاء المجلس الأعلى للإتحاد حكام الإمارات، هذه الفلسفة التي شكلت إطاراً لمسيرة النهضة الحضارية التي تشهدها دولتنا الحبيبة، هذه المسيرة التي أرسى دعائمها المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد طيب الله ثراه.

عندما نتحدث عن القمة العالمية للحكومات فأنه يجب علينا أن نرصد عدداً من الدلالات المرتبطة بهذه القمة، والتي كانت واضحة للعيان، هذه الدلالات التي لايتسع المقام لاستعراضها كاملة في هذا المقال الموجز، وإنما هدفنا هو تسليط الضوء على بعض تلك الدلالات، والتي تفتح آفاقاً للفكر والتأمل أمام القارئ تجاه هذه القمة العالمية.
ونعرض في هذا المقال عدداً ممن الدلالات التي استخلصناها خلال حضورنا هذه القمة والتي يمكن أن نجملها في المحاور الآتية:

أولاً: الإمارات وطن الأحلام واستشراف المستقبل، وتحت هذا العنوان يمكن للمتأمل أن يقول الكثير وأن يرصد بعين الفاحص والمفكر حالة الزهو والفخار التي عاشها أبناء وبنات الوطن تجاه هذا الحدث العالمي، فخرٌ يغمرهم بالإنتماء لهذا الوطن الذي مد قامة سابقة يستشرف بها المستقبل، وطن يزهو بقيادته الرشيدة التي قدمت للعالم نموذجاً فريداً في التنمية البشرية وبناء الإنسان وبذلت جهوداً حثيثة في أن يكون نموذجها في التنمية الحضارية إضافة بارزة لتجارب عالمية يشار إليها بالبنان.

ثانياً: رؤى فكرية تعزز السلام والاستقرار في العالم، لقد شرفت القمة بهذه الكوكبة من صناع القرار من المفكرين والخبراء والقيادات التفيذية من مختلف أنحاء العالم، وفي مقدمة هؤلاء يقف المتأمل والمراقب لأداء القمة ملياً أمام هذه الرؤى الفكرية لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ولصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آن نهيان، وللفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، ولسمو الشيخ عبدلله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، وغيرهم من رموز الوطن الذين شكلت كلماتهم في القمة ومداخلاتهم خلال النقاش منعطفاً أصيلاً يترجم حالة فكرية لتميز الإمارات وريادتها في هذا الصدد.

ثالثاً: إن المشاركة العالمية في هذه القمة والتي تأتي وسط متغيرات أقليمية ودولية إنما تترجم بكل تأكيد مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة، وتعكس ثقة العالم دولاً ومنظمات عالمية متخصصة في ريادة دولة الإمارات العربية المتحدة، وهذا كله يمثل إضافة مفعمة بالأمل يعزز من غدنا المشرق في وطننا، وطن الإزدهار والنماء واستشراف المستقبل.

رابعاً: لقد شكل الذكاء الاصطناعي أحد المحاور البارزة في جلسات القمة ومناقشاتها وقد كان لدولة الإمارات ماتجود به في هذا المحور الهام، ولا عجب في ذلك في أول دولة في العالم تستحدث منصب وزير للذكاء الاصطناعي.

خامساً: سلطت القمة الضوء على مجموعة من المحاور والقضايا ذات البعد العالمي ومن بينها الثورة الصناعية الرابعة، وجودة الحياة وتحقيق السعادة للإنسان، وتوظيف التقنيات الحديثة في تعزيز الأمن الغذائي، وغيرها من القضايا التي شملت مختلف المحاور التنموية.

سادساً: إن الدرس الذي ينبغي أن نسلط عليه الضوء هو ذلك النجاح وهذا التميز، وتلك المقدرة الفائقة على تهيئة هذا المناخ الذي من خلاله نجحت اللجنة المنظمة للقمة باستقطاب أكثر من 4000 شخصية من 140 دولة و16 منظمة دولية، من ضمنهم رؤساء ونواب رؤساء دول ورؤساء وزراء، وشخصيات قيادية عالمية من القطاعين الحكومي والخاص، في 120 جلسة تفاعلية يشارك فيها أكثر من 130 متحدثاً عالمياً.

سابعاً: نجحت القمة وبالتعاون مع شركاء استراتيجيين في توفير كل متطلبات الإقامة لهذه الأعداد الكبيرة التي جائت من مختلف دول العالم للمشاركة في القمة، ووفرت لهم اللجنة التنظيمية كل الأجواء الإيجابية التي جعلت من مشاركتهم وحضورهم للقمة مناسبة تاريخية لدى كل منهم.


ثامناً: لقد شكلت فرق العمل التطوعية من أبناء وبنات الوطن إضافة نوعية لمسيرة نجاح هذه القمة، وهو درس آخر ودلالة إضافية تترجم فلسفة العمل بروح الفريق وقدرتها على تحقيق التميز والريادة.

تاسعاً: نجحت القمة أيضاً في أن تفتح الباب أمام قطاعات عريضة من الشباب والفتايات وأتاحت لهم الفرصة لعرض إبدعاتهم ومشروعاتهم الإبتكارية جنباً إلى جنب مع رموز العالم من المفكرين والخبراء فشكل هذا الأمر رسالة بالتواصل بين الأجيال الذي ينبغي أن تحرص عليه مختلف المؤسسات.

عاشراً: يلاحظ قارئ المقال أنني لم أتطرق بالتفصيل إلى المحتوى المعرفي للقضايا التي ناقشتها القمة، ولا جلسات الحوار التي أقيمت على هامشها، فقد قصدت من هذا المقال أن أترك للقارئ الكريم أفق بلا حدود للرجوع إلى المنصة الإلكترونية للقمة العالمية للحكومات 2018 كي يتطلع، ويقرأ، ويناقش، ويستخلص العبر، ويوظف مايتم استخلاصه من فكر وتجارب في صقل مواهبه وتعزيز دوره ضمن فرق العمل كلن في مجاله للنهوض بالأداء الإداري والمؤسسي للجهة التي يعمل بها، وختاماً هذا هو الموقع الإلكتروني: https://www.worldgovernmentsummit.org/ الذي أدعوكم جميعاً للولوج إليه والإبحار في رحلة فكرية عنوانها الإمارات وطن الأحلام وعاصمة العالم ونافذة العالم نحو المستقبل