خطوات جديدة للإمارات نحو الفضاء الخارجي

 


تبدو دولة الإمارات العربية المتحدة اليوم في ذروة نشاطها وطموحها الفضائي، كما أوضحت بمشاركتها في مؤتمر الأمم المتحدة لاستشكاف الفضاء (يونيسبيس +50) في فيينا، حيث استعرض معالي د.أحمد بالهول وزير الدولة لشؤون التعليم العالي والمهارات المتقدمة، نشاطات الإمارات الهادفة لتحقيق التنمية المستدامة بجهودها العلمية والفضائية. وقد جاءت هذه المشاركة بعد أيام قليلة من الإعلان رسمياً عن توقيع اتفاقية مع وكالة الفضاء الروسية (روسكوسموس)، لاستقبال أول رائد فضاء إماراتي في الخامس من أبريل المقبل، وذلك للمشاركة في الأبحاث العلمية والجولة البحثية التي ستجريها مركبة (سويوز إم إس 12) الفضائية الروسية انطلاقاً من محطة الفضاء الدولية، حيث سيبقى رائد الفضاء الإماراتي لمدة عشرة أيام برفقة البعثة في محطة الفضاء الدولية.

وقد اختير رائدا الفضاء الذين سيحملان اسم الإمارات في هذه المهمة وهما هزاع المنصوري وسلطان النيادي، من خلال برنامج الإمارات لرواد الفضاء، وتأتي هذه المساهمة ضمن سلسلة أنشطة تدعم الحضور الإماراتي الشبابي في أنشطة فضائية عالمية، فقد فازت الطفلة الإماراتية علياء المنصوري، في وقت سابق، بجائزة مسابقة مؤتمر الفضاء العالمي (الجينات في الفضاء) والذي أقيم في أبوظبي 2017، حيث عرضت الطالبة علياء ذات الأربعة عشر عاماً تجربة فضائية طموحة تسعى إلى حماية رواد الفضاء من موت الخلايا أثناء مهامهم الفضائية، وحازت هذه التجربة على اهتمام لجنة التحكيم، لتسافر بعدها علياء إلى محطة الفضاء الدولية في ولاية فلوريدا الأمريكية، لمشاهدة لحظة إطلاق صاروخ (فالكون 9) والذي حمل تجربتها الفائزة بالمسابقة.

طموح الإمارات الفضائي
عندما أعلنت الإمارات قبل عدة أعوام عن بدء مهمتها الفضائية على أرض الواقع في غضون أعوام قليلة، كثرت التكهنات حول قدرة الدولة على النجاح في هذا المشروع الضخم، إلا أنّ الأخبار توالت في الأوقات اللاحقة لتؤكد عزم الإمارات على الاستمرار في هذا المشروع بدعمٍ من القيادة الرشيدة متمثلة في صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وفق التطلعات الطموحة التي أرسى دعائمها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه.
لقد أثبتت الإمارات جدّية تطلعاتها عندما أطلقت في عام 2014 وكالتها الفضائية الرسمية، والتي تشرف على البرامج الإماراتية المتعلقة بالفضاء الخارجي، ومن ثم الإعلان عن عزم الإمارات على إطلاق مسبار المريخ الإماراتي باسم “مسبار الأمل” الذي سيكمل رحلة استكشافية لمدة 9 أشهر إلى كوكب المريخ عام 2021، وهو العام الذي ستحتفل فيه الإمارات بعامها الخمسين، لتصبح الدولة العربية والإسلامية الأولى التي تقود برامج فضائية في العالم، وواحدة من تسع دول حول العالم تقوم بأنشطة وبرامج فضائية إلى كوكب المريخ.

مسبار الأمل
وقد تم مطلع العام الماضي، الكشف عن التصاميم النهائية لهيكل مسبار الأمل، خلال القمة العالمية للحكومات في دبي فبراير 2018، والتي شهدت أيضاً نقاشاً حول تفاصيل خطة الإمارات لإنشاء أول مستوطنة بشرية على كوكب المريخ، بحلول العام 2117.
وهكذا قد بدأت الإمارات تثبت نفسها في مجال الفضاء، من خلال الاعتماد على المعرفة واستثمار طاقات شبابها الذي سيكونون بلاشك على قدر هذا التحدي وسيساهمون في صياغة مستقبل الفضاء.