تمضي دولة الإمارات العربية المتحدة بوتيرة متسارعة وخطوات ثابتة للوصول إلى الريادة العالمية في مختلف المجالات، وبات الجميع يترقب كل يوم إطلاق الدولة لمبادراتٍومشاريع استثنائية تهدف لتحقيق هذا الهدف.

ولاشك بأن من يقف خلف هذه المبادرات، قيادة رشيدة لديها رؤية استشرافيةوخطة واضحة تعمل من خلالها إلى تعزيز ريادة الدولة والوصول إلى الرقم واحد، وسبيلها في ذلك هو الاستثمار في شباب الوطن وإتاحة الفرصة لهم ليكونوا أساساًقوياً لبناء مستقبل الوطن.

إن الشباب يرى في قادتهم نموذجاً للعطاء والإبداع، إذ ساهمت هذه القيادة الرشيدة خلال الأعوام العشرة الماضية إلى تبوأ الدولة لمراكزمتقدمة في مجالات متنوعة مثل التعليم والصحة والرياضة وغيرها، الأمر الذي شكل دافعاً لشباب الوطن ليكونوا مساهمين فاعلينفي مسيرة التنمية المستقبلية.

ولقد بدأت تتضح معالم المستقبل مع الإعلان عن التشكيل الجديد للحكومة، حيث شهد التشكيل إضافة وزراء للذكاء الاصطناعي والعلوم المتقدمة والمستقبل والمهارات المتقدمة، معإعطاء مسؤليات أكبر لمجلس الشبابالتي تترأسه وزيرة الشباب معالي شما المزروعي (22 عاماً)،وهي بالمناسبة أصغر وزيرة في العالم، حيث تخطت كل من وزير الخارجية النمساوي سباستيان كورس (27 عاماً عند تعينه) ووزيرة التعليم بالسويد عايدة الحاج علي (26 عاماً عند تعينها).

ومن الأمثلة الفعلية على دعم الحكومة للشباب، إنشاء مجالس الإمارات للشباب بالتعاون مع الجهات المحلية والاتحادية، وإطلاق أول وقف مبتكر لمشاريع الشباب في العالم، حيث أصبحت الإمارات الأولى عالمياً في اعتماد مفهوم الوقف المبتكر الذي يهدف إلى دعم مشاريع الشباب بخدمات متنوعة، فضلاً عن الحلقات الشبابية التي تعد منصة لمناقشة تطلعات الشباب والتحديات التي تعترضهم، ومساعدتهم لتبني حلول عملية وسياسات فعالة وأفكار مبتكرة.

وتأكيداً على نهج القيادة في تمكين الشباب، تم تنظيم خلوة الشباب برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولةرئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، والتي ضمت العديد من جلسات العصف الذهني. كما أطلق سموه الأجندة الوطنية للشباب، والتي تم تطويرها بالكامل من قبل الشباب، وتم تحديد أولوياتها في ملتقى الشباب السنوي، ونذكر أيضاً سياسة تفعيل دور الشباب والتي تعد الأكبر في العالم للتفاعل مع الشباب، والهادفة لخلق بيئة مناسبة تحتضن إمكانات الشباب وقدراتهم.

كما أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولةرئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بحضور أخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة،  مركز الشباب الأول من نوعه في العالم، والذي صممه شباب دون الثلاثين عاماً،ويضم هذا المركز إثنا عشر منطقة تعنى بتنمية مهارات الشباب وصقل معارفهم، ويشكل المركز منصة جامعة للباحثين والمبرمجين ورواد الأعمال والإعلاميين الشباب، ويضم مختبراً لابتكار الحلول وجلسات العصف الذهني، وينظم فعاليات وبرامج مبتكرة، في خطوة تؤكد حرص الحكومة في العمل على خلق أجيال إماراتية جديدة متسلحة بالعلم والمعرفة تستشرف المستقبل وتساهم في تعزيز ريادة الدولة عالمياً.

ولأن رؤية القيادة الرشيدة شاملة تتجاوز المحلية، فقد أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، مبادرة "مليون مبرمج عربي"  كأكبر مشروع برمجة يهدف إلى تمكين الشباب العربي من تقنية العصر ويسلحهم بأدوات المستقبل التكنولوجية ليكونوا قادرين على مواكبة التطورات المتسارعة في سوق العمل.

وختاماً استشهد بكلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوموالتي رسم من خلالها منهجاً متكاملاً لشباب الوطن، حيث قال سموه: "نريد لشبابنا أن يكونوا الأكثر احترافاً، والأسمى قيماً، والأكثر تقبلاً للعالم، والأعظم اعتزازاً بالوطن، نريد لهم الخير ولبلادنا التطور على أيديهم".